سؤال:
ما حكم جلوس الرجال إلى جانب النساء في وسائل النقل مع العلم أنهم مضطرون لذلك ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
اختلاطالرجال بالنساء في وسائل المواصلات أو العمل أو الدراسة ، محرم ؛ لمايترتب عليه من مفاسد عظيمة لا تخفى ، وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط فيجواب السؤال (1200) .
ثانيا :
إذا اضطر الإنسان لركوبوسيلة من وسائل المواصلات المختلطة ، فعليه أن يتقي الله تعالى ما استطاع، ويغض بصره عن الحرام ، ويتجنب الجلوس بجوار النساء ، مهما أمكنه ذلك ،ولو بالوقوف على قدميه ، ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وتجنبا للفتنة التيحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( اتَّقُوا النِّسَاءَ ،فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ )رواه مسلم (2742) .
وقوله : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) رواه البخاري (5096) ومسلم (2740).
وقديتفادى الإنسان هذا الجلوس بتبديل مقعده ، ونحو ذلك ( وَمَنْ يَتَّقِاللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّاللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )الطلاق/2 ،3 .
ثالثاً :
إذا اضطر الإنسان للركوب ولميستطع تغيير المكان ، ولا تغيير السيارة ، ولا الوقوف على قدميه لكونه أشدزحاماً وملامسة للنساء ، فلا حرج عليه حينئذ من الجلوس بجوار امرأة على أنيبتعد عنها بقدر المستطاع .
وإذا خاف على نفسه الفتنة وبدأالشيطان يوسوس له وأشغل فكره فالواجب عليه أن ينزل فورا مهما ترتب على ذلكمن تأخير للعمل أو الدراسة ، لأنه ليس هناك أغلى على المرء من دينه ليحافظعليه .
وقد سألنا فضيلة الشيخ ابن جبرين عن حكم الجلوس بجانبامرأة في وسيلة المواصلات ، فأجاز ذلك بقدر الضرورة وبقدر الحاجة إذاأُمنت المفسدة .
والله أعلم .